يتزايد عدد حسابات المتاجر الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي يومًا بعد يوم؛ حيث تسعى المتاجر للاستفادة من قوة وسائل التواصل الاجتماعي ومن الأعداد المليونية لمستخدميها، من أجل زيادة مبيعاتها.

لكن مع حماسة تلك المتاجر الإلكترونية للتسويق عبر مواقع التواصل إلّا أنها تقع في عددٍ من الأخطاء التي تؤثر على مبيعاتها وتفقدها قوة المنافسة.

يُقال إنّ الذكي هو من يتعلم من أخطائه بينما الأذكى هو من يتعلم من أخطاء الآخرين؛ لذا سآخذك في رحلة ذكية للتعرف على أبرز الأخطاء التي يرتكبها أصحاب المتاجر الإلكترونية لتنتبه من الوقوع فيها وتتجنّبها.

من القواعد المشهور في عالم الإدارة "الفشل في التخطيط هو تخطيطٌ للفشل"، وهذا ينطبق على جميع الأعمال التجارية بما فيها المتاجر الإلكترونية. يعود نجاح المتاجر الإلكترونية واستمرارها إلى وجود أهداف واستراتيجيات واضحة ومحدّدة.

إنّ وجود خطة واضحة للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي سيساعدك في معرفة ماذا تريد أن تحقّق، ويوحد جهود فريق العمل. بالإضافة إلى أنّ الخطّة ستمثل لكم دليلًا إرشاديًّا لكيفية جذب العملاء والتعامل معهم وما الخطوات التي يجب عليك اتخاذها.

ينبغي أن تشمل خطتك للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي على عدد من العناصر، من أهمها:

أحد أكبر الأخطاء الشائعة في منصات التواصل الاجتماعي هو عدم تقدير الكم المناسب للنشر؛ فنجد أن هناك تطرّفًا عند بعض المتاجر حيث تنشر أطنانًا من المحتوى بهدف الوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين والحصول على تفاعل أكبر، وعلى النقيض تمامًا قد نجد حسابات تنشر القليل جدًا من المحتوى، وكلا الأمرين خطأ ينعكس سلبيًا على المتجر.

يسبب النشر الكثير إزعاجًا للمتابعين؛ مما يجعلهم يلجأون إلى إلغاء متابعتك أو كتم وحجب منشوراتك. ومن جهة أخرى فإن النشر القليل يجعل الجمهور ينساك ولا يكاد يتذكّر متجرك.

فما الحل؟

نستطيع أن نقدّر كميّة المحتوى بناءً على طبيعة كل منصة من منصات التواصل الاجتماعي؛ وإليك بعضًا من التوصيات العامّة لمتوسط النشر عبر منصات المواقع الاجتماعي:

على الرغم من وجود ملايين المستخدمين على مختلف منصّات التواصل الاجتماعي؛ إلاّ أنه من المستحيل أن يكون كل أولئك المستخدمين جمهورًا مستهدفًا لمتجرك وعملاءً محتملين.

تختلف احتياجات الناس واهتماماتهم لاعتبارات كثيرة جدًا، وإذا لم تحدّد جمهورك المستهدف فلا تنتظر تحقيق أي نتائج من مواقع التواصل مهما كانت الجهود التي تبذلها أنت وفريق العمل.

سيُمكنك تحديد الجمهور المستهدف من اتخاذ قرارات تسويقيّة صحيحة، مثل: صناعة محتوى يتناسب مع الجمهور، وكذلك تحديد منصات التواصل الاجتماعي الذي يتواجد عليها الجمهور، وإليك بعض الأمثلة التي توضّح ذلك.

مثال ١

متجر إلكتروني متخصّص في بيع الأجهزة الرياضية للشباب بين 25 و40 سنة في السعودية ودول الخليج.

بناء على تحديد الجمهور المستهدف سيكون من الجيّد وجود حسابك على منصات مثل: تويتر(X) وانستغرام.

ومن غير المجدي أن تكون موجودًا على منصة لينكد إن مثلًا؛ إلا إذا كان المتجر يبيع بالجملة أيضًا ويستهدف قطاع الأعمال B2B مثل: النوادي الصحية في الفنادق، والنوادي والصالات الرياضية. ففي هذه الحالة يكون وجودك على لينكد إن صحيحًا، مع مراعاة أن يكون المحتوى المنشور يتناسب مع كل منصّة.

مثال ٢

متجر إلكتروني متخصص في بيع مستحضرات العناية والتجميل للنساء بين 18 و35 في السعودية ودول الخليج.

بناءً على تحديد الجمهور سيكون من الجيد وجود حسابك على منصات، مثل: انستغرام وسنابشات وتيك توك؛ لوجود الجمهور المستهدف بشكل كبير في هذا المنصات.

تتعدّد أنواع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، فمنها على سبيل المثال: المحتوى التعليمي والاجتماعي والترفيهي والتسويقي والتفاعلي.

يهدف المحتوى التفاعلي إلى دفع المتابعين أو الجمهور المستهدف إلى التّفاعل مع الحساب واتخاذ إجراء معين، مثل: كتابة التعليقات أو الإعجاب أو المتابعة أو زيارة المتجر الإلكتروني.

وحتّى تحصل على محتوى تفاعلي ناجح ويحقّق الأهداف احرص على أن يكون مبتكرًا وذا صلةٍ بالجمهور المستهدف؛ يدفعهم للتفاعل مع منشوراتك أو حملاتك الإعلانية. ففي حقيقة الأمر لا أهمية لعدد المنشورات التي ستنشرها على منصات التواصل الاجتماعي إذا لم يتفاعل معها الجمهور سواء بالتعليقات أو بإعادة مشاركتها مع أصدقائهم ومتابعيهم.

مثال١

حصدت شركة المراعي السعودية أكثر من نصف مليار تفاعل في 2019 لحملتها "قدِّر النعم" على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وتجاوزت الحدود الجغرافية للسعودية لتنتشر على امتداد الوطن العربي.

مثال ٢

يتميّز حساب متجر نون وهو من المتاجر المشهورة في السعودية بنشر محتوى تفاعلي مبتكر ومختلف؛ بهدف دفع متابعي المتجر نحو التفاعل مع المنشورات.

فيما يلي لقطات للأمثلة المذكورة على حساب شركة المراعي وأيضًا متجر نون.

يبذل بعض أصحاب المتاجر الإلكترونية جهودًا تسويقية كبيرة على منصّات التواصل الاجتماعي لتحقيق غاية "زيادة عدد المتابعين"، لكن الحقيقة التي قد لا يخبرك بها أحد هو أن عدد المتابعين لا يعني بالضرورة بيع منتجاتك.

ما الفائدة من دفع آلاف الريالات من أجل الحصول على متابعين قد يكون معظمهم غير مهتم بمنتجاتك التي تقدّمها، ولا يشترونها من الأساس؟ بالطبع لا فائدة تذكر سوى إهدار ميزانيتك التسويقية.

ولكن هل هذا يعني أن تهمل المتابعين بشكل كلي؟

الجواب: لا، حتمًا.

والصواب أن تنفق بعضًا من ميزانيّتك من أجل زيادة عدد المتابعين وليس كلّها وألّا يكون همّك زيادة المتابعين فقط، وإليك بعض الممارسات الناجحة في هذا الجانب:

لا شك أنّ التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي من الأدوات التسويقية القويّة وسهلة الاستخدام، لكن مع ارتكاب الأخطاء بشكل متكرّر لن يرحمك أحد وستفقد متابعي متجرك وسمعته، وستذهب جهودك التسويقية أدراج الريّاح.

لذا احرص دائماً على دراسة أخطاء المتاجر المنافسة والكبرى بالإضافة لأخطاء متجرك، وتعلّم من أخطائك وأخطاء غيرك، ثم ضع خطط مدروسة لضمان تجنبها وعدم تكرارها.